في المسألة اللبنانية (1).
هل يمكن تفادي الغزو البري للبنان؟
نعم، في حالة وحيدة يمكن ذلك:
هذه الحالة أن يُعلن حزب الله أنه يضع نفسه تحت تصرف الدولة والجيش اللبنانيين، وأن يلتزم بما تتفاوض عليه لبنان سياسياً وعسكرياً أمام المجتمع الدولي، وألا يفرض شروطه فيما يخص انتخاب رئيس الجمهورية الجديد الذي يجب أن يكون على صلة جيدة بدوائر صنع القرار الغربية.
إسرائيل عازمة تماماً على غزو لبنان برياًَ ولا يُمكن الجزم بأن العملية البرية ستكون محدودة، لأنها قد تتسع فشهية إسرائيل مفتوحة ومُنتشية وقد تذهب إلى ما هو أبعد من الهزيمة الاستراتيجية لحزب الله التي يعاني منها حالياً.
هدف إسرائيل الآن هو إذلال حزب الله باستسلام لم تشهده المنطقة من قبل وسينسحب على الداخل اللبناني بلا شك، ولا يجب السماح بذلك فيجب أن يبقى لبنان وأهله في عزة وكرامة.
ليس سهلاً أن يعترف حزب الله بالهزيمة لأنه ببساطة تنظيم ذو طبيعة ميليشاوية وهذه التنظيمات لا تعترف بالهزيمة إلا إذا قامت بحل نفسها أو تم القضاء عليها (المسألة هنا لا علاقة لها بالأفكار التي يُمثلها ويُعبر عنها).
حزب الله في موقف شديد الحرج والحساسية فمن جهة وإن اعترف بهزيمته لن يستطيع على مواجهة الحاضنة الشعبية له في الداخل التي ستتراجع سياسياً وقد تتعرض إلى التهميش لأنه سيصبح مُتهماً في عيون الجميع باعتباره سبب نكبة البلد، وقد تنتهي البلاد إلى حرب أهلية تلوح في الأفق - للأسف- الآن، وهذه مهمة القوى السياسية في الداخل التي عليها أن تتضامن وألا تنتقم.
من جهة أخرى الحزب ينتظر الأمر الإيراني، وهي لن تسمح له بالتوقف عند هذا الحد لأسباب يعرفها الجميع لكن لا يريد الكثيرون أن يعترفوا بها.
لكن الرهان الوحيد المنطقي والممكن أن الحزب جزء من لبنان وعليه أن يعود إلى ذلك وأن يبقى كذلك.
تعليقات
إرسال تعليق