من دفاتر النكسة.
بالأمس كانت ذكري أسوأ هزيمة تعرضت لها مصر والعرب في تاريخهم المعاصر. للهزيمة أو النكسة أسباب ونتائج مختلفة استوعبنا بعضها ولم نستوعب البعض الأخر حتى الآن. لكن أود الإشارة إلى ملمحين عاشتهما مصر عشية الخامس من يونيو 67.
قد يصعب على كثير منا الآن تصور طبيعة هذه الحملة، لكن نظرة بسيطة على أداء قناة الجزيرة القطرية "مثلاً" في التعامل مع الحادث الذي وقع في سيناء منذ يومين، قد يكفي لفهم كيف تُصنع الحملات الإعلامية الموجهة للتهييج والإثارة، ولاحقاً للابتزاز.
2. في السنوات والشهور السابقة على الهزيمة تعرض المصريون لحملة من التعبئة والشحن العاطفي الهائل بحيث بات الناس على اقتناع حقيقي ويقيني أننا سنلقي إسرائيل في البحر، فكان وقع الهزيمة في النفوس أكبر من كل تصور. ْ
الكثير من المصريين و العرب لا يريد أن يعرف أو يعترف أن مصر ليست كغيرها ممن تعامل مع إسرائيل من تحت الطاولة وأوهم الشعوب بأنهم محور المقاومة.
مصر تتعامل من منطق الضرورة ومن منطلق القوة ومن موقف المنتصر لا المهزوم، حين كانت مصر تحارب كان الجميع يعرف، وحين اتجهت إلى السلام اتجهت أمام أنظار العالم أجمع، ليس لدينا ما نخفيه ولن يكون.
ليست الحرب أو الدماء في مصلحة أحد ولن تكون.
حين حققنا انتصارنا المُبهر في أكتوبر 73 كتب توفيق الحكيم "عبرنا الهزيمة" كدلالة على الأهمية المعنوية لانتصار النفوس المُنكسرة. بمنطق الحكيم ذاته فإن عبور الهزيمة يبدو مختلفاً عن عبور دروسها. فلا يزال الكثير هناك منتصباً على الضفة الغربية للقناة ليلة الرابع من يونيو!
تعليقات
إرسال تعليق